حدیث ۱۳
۱۳- حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الدَّقَّاقُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْکُوفِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْبَرْمَکِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنِی إِسْمَاعِیلُ بْنُ مِهْرَانَ الْکُوفِیُّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْجُهَنِیِّ عَنْ فَرَجِ بْنِ فَرْوَةَ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ بَیْنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع یَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ بِالْکُوفَةِ إِذْ قَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صِفْ لَنَا رَبَّکَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى لِنَزْدَادَ لَهُ حُبّاً وَ بِهِ مَعْرِفَةً فَغَضِبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع وَ نَادَى الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ حَتَّى غَصَّ الْمَسْجِدُ بِأَهْلِهِ ثُمَّ قَامَ مُتَغَیِّرَ اللَّوْنِ فَقَالَ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا یَفِرُهُ« لَا یُغَیِّرُهُ الْمَنْعُ وَ لَا یُکْدِیهِ الْإِعْطَاءُ إِذْ کُلُّ مُعْطٍ مُنْتَقِصٌ سِوَاهُ الْمَلِیءِ بِفَوَائِدِ النِّعَمِ وَ عَوَائِدِ الْمَزِیدِ وَ بِجُودِهِ ضَمِنَ عِیَالَةَ الْخَلْقِ فَأَنْهَجَ سَبِیلَ الطَّلَبِ لِلرَّاغِبِینَ إِلَیْهِ فَلَیْسَ بِمَا سُئِلَ أَجْوَدَ مِنْهُ بِمَا لَمْ یُسْأَلْ وَ مَا اخْتَلَفَ عَلَیْهِ دَهْرٌ فَیَخْتَلِفَ مِنْهُ الْحَالُ وَ لَوْ وَهَبَ مَا تَنَفَّسَتْ عَنْهُ مَعَادِنُ الْجِبَالِ وَ ضَحِکَتْ عَنْهُ أَصْدَافُ الْبِحَارِ مِنْ فِلَذِ اللُّجَیْنِ وَ سَبَائِکِ الْعِقْیَانِ وَ نَضَائِدِ الْمَرْجَانِ لِبَعْضِ عَبِیدِهِ لَمَا أَثَّرَ ذَلِکَ فِی وُجُودِهِ وَ لَا أَنْفَدَ سَعَةَ مَا عِنْدَهُ وَ لَکَانَ عِنْدَهُ مِنْ ذَخَائِرِ الْإِفْضَالِ مَا لَا یَنْفَدُهُ مَطَالِبُ السُّؤَّالِ وَ لَا یَخْطُرُ لِکَثْرَتِهِ عَلَى بَالٍ لِأَنَّهُ الْجَوَادُ الَّذِی لَا تَنْقُصُهُ الْمَوَاهِبُ وَ لَا یُنْحِلُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّینَ وَ إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ- الَّذِی عَجَزَتِ الْمَلَائِکَةُ عَلَى قُرْبِهِمْ مِنْ کُرْسِیِّ کَرَامَتِهِ وَ طُولِ وَلَهِهِمْ إِلَیْهِ وَ تَعْظِیمِ جَلَالِ عِزِّهِ وَ قُرْبِهِمْ مِنْ غَیْبِ مَلَکُوتِهِ أَنْ یَعْلَمُوا مِنْ أَمْرِهِ إِلَّا مَا أَعْلَمَهُمْ وَ هُمْ مِنْ مَلَکُوتِ الْقُدْسِ بِحَیْثُ هُمْ مِنْ مَعْرِفَتِهِ عَلَى مَا فَطَرَهُمْ عَلَیْهِ أَنْ قَالُوا- سُبْحانَکَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَلِیمُ الْحَکِیمُ فَمَا ظَنُّکَ أَیُّهَا السَّائِلُ بِمَنْ هُوَ هَکَذَا سُبْحَانَهُ وَ بِحَمْدِهِ لَمْ یُحْدَثْ فَیُمْکِنَ فِیهِ التَّغَیُّرُ وَ الِانْتِقَالُ وَ لَمْ یُتَصَرَّفْ فِی ذَاتِهِ بِکُرُورِ الْأَحْوَالِ وَ لَمْ یَخْتَلِفْ عَلَیْهِ حُقْبُ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ الَّذِی ابْتَدَعَ الْخَلْقَ عَلَى غَیْرِ مِثَالٍ امْتَثَلَهُ وَ لَا مِقْدَارٍ احْتَذَى عَلَیْهِ مِنْ مَعْبُودٍ کَانَ قَبْلَهُ وَ لَمْ تُحِطْ بِهِ الصِّفَاتُ فَیَکُونَ بِإِدْرَاکِهَا إِیَّاهُ بِالْحُدُودِ مُتَنَاهِیاً وَ مَا زَالَ لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْءٌ عَنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِینَ مُتَعَالِیاً وَ انْحَسَرَتِ الْأَبْصَارُ عَنْ أَنْ تَنَالَهُ فَیَکُونَ بِالْعِیَانِ مَوْصُوفاً وَ بِالذَّاتِ الَّتِی لَا یَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ عِنْدَ خَلْقِهِ مَعْرُوفاً وَ فَاتَ لِعُلُوِّهِ عَلَى أَعْلَى الْأَشْیَاءِ مَوَاقِعُ رَجْمِ الْمُتَوَهِّمِینَ وَ ارْتَفَعَ عَنْ أَنْ تَحْوِیَ کُنْهَ عَظَمَتِهِ فَهَاهَةُ رَوِیَّاتِ الْمُتَفَکِّرِینَ فَلَیْسَ لَهُ مِثْلٌ فَیَکُونَ مَا یَخْلُقُ مُشْبِهاً بِهِ وَ مَا زَالَ عِنْدَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِهِ عَنِ الْأَشْبَاهِ وَ الْأَضْدَادِ مُنَزَّهاً کَذَبَ الْعَادِلُونَ بِاللَّهِ إِذْ شَبَّهُوهُ بِمِثْلِ أَصْنَافِهِمْ وَ حَلَّوْهُ حِلْیَةَ الْمَخْلُوقِینَ بِأَوْهَامِهِمْ وَ جَزُّوهُ بِتَقْدِیرِ مُنْتَجِ خَوَاطِرِهِمْ وَ قَدَّرُوهُ عَلَى الْخَلْقِ الْمُخْتَلِفَةِ الْقُوَى بِقَرَائِحِ عُقُولِهِمْ وَ کَیْفَ یَکُونُ مَنْ لَا یُقَدَّرُ قَدْرُهُ مُقَدَّراً فِی رَوِیَّاتِ الْأَوْهَامِ وَ قَدْ ضَلَّتْ فِی إِدْرَاکِ کُنْهِهِ هَوَاجِسُ الْأَحْلَامِ لِأَنَّهُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ یَحُدَّهُ أَلْبَابُ الْبَشَرِ بِالتَّفْکِیرِ أَوْ یُحِیطَ بِهِ الْمَلَائِکَةُ عَلَى قُرْبِهِمْ مِنْ مَلَکُوتِ عِزَّتِهِ بِتَقْدِیرٍ تَعَالَى عَنْ أَنْ یَکُونَ لَهُ کُفْوٌ فَیُشَبَّهَ بِهِ لِأَنَّهُ اللَّطِیفُ الَّذِی إِذَا أَرَادَتِ الْأَوْهَامُ أَنْ تَقَعَ عَلَیْهِ فِی عَمِیقَاتِ غُیُوبِ مُلْکِهِ وَ حَاوَلَتِ الْفِکَرُ الْمُبَرَّأَةُ مِنْ خَطَرِ الْوَسْوَاسِ إِدْرَاکَ عِلْمِ ذَاتِهِ وَ تَوَلَّهَتِ الْقُلُوبُ إِلَیْهِ لِتَحْوِیَ مِنْهُ مُکَیَّفاً فِی صِفَاتِهِ وَ غَمَضَتْ مَدَاخِلُ الْعُقُولِ مِنْ حَیْثُ لَا تَبْلُغُهُ الصِّفَاتُ لِتَنَالَ عِلْمَ إِلَهِیَّتِهِ رُدِعَتْ خَاسِئَةً وَ هِیَ تَجُوبُ مَهَاوِیَ سُدَفِ الْغُیُوبِ مُتَخَلِّصَةً إِلَیْهِ سُبْحَانَهُ رَجَعَتْ إِذْ جُبِهَتْ مُعْتَرِفَةً بِأَنَّهُ لَا یُنَالُ بِجَوْبِ الِاعْتِسَافِ کُنْهُ مَعْرِفَتِهِ وَ لَا یَخْطُرُ بِبَالِ أُولِی الرَّوِیَّاتِ خَاطِرَةٌ مِنْ تَقْدِیرِ جَلَالِ عِزَّتِهِ لِبُعْدِهِ مِنْ أَنْ یَکُونَ فِی قُوَى الْمَحْدُودِینَ لِأَنَّهُ خِلَافُ خَلْقِهِ فَلَا شِبْهَ لَهُ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ وَ إِنَّمَا یُشَبَّهُ الشَّیْءُ بِعَدِیلِهِ فَأَمَّا مَا لَا عَدِیلَ لَهُ فَکَیْفَ یُشَبَّهُ بِغَیْرِ مِثَالِهِ- وَ هُوَ الْبَدِیءُ الَّذِی لَمْ یَکُنْ شَیْءٌ قَبْلَهُ وَ الآْخِرُ الَّذِی لَیْسَ شَیْءٌ بَعْدَهُ لَا تَنَالُهُ الْأَبْصَارُ مِنْ مَجْدِ جَبَرُوتِهِ إِذْ حَجَبَهَا بِحُجُبٍ لَا تَنْفُذُ فِی ثِخَنِ کَثَافَتِهِ وَ لَا تَخْرِقُ إِلَى ذِی الْعَرْشِ مَتَانَةَ خَصَائِصِ سُتُرَاتِهِ الَّذِی صَدَرَتِ الْأُمُورُ عَنْ مَشِیَّتِهِ وَ تَصَاغَرَتْ عِزَّةُ الْمُتَجَبِّرِینَ دُونَ جَلَالِ عَظَمَتِهِ وَ خَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ مِنْ مَخَافَتِهِ وَ ظَهَرَتْ فِی بَدَائِعِ الَّذِی أَحْدَثَهَا آثَارُ حِکْمَتِهِ وَ صَارَ کُلُّ شَیْءٍ خَلَقَ حُجَّةً لَهُ وَ مُنْتَسِباً إِلَیْهِ فَإِنْ کَانَ خَلْقاً صَامِتاً فَحُجَّتُهُ بِالتَّدْبِیرِ نَاطِقَةٌ فِیهِ فَقَدَّرَ مَا خَلَقَ فَأَحْکَمَ تَقْدِیرَهُ وَ وَضَعَ کُلَّ شَیْءٍ بِلُطْفِ تَدْبِیرِهِ مَوْضِعَهُ وَ وَجَّهَهُ بِجِهَةٍ فَلَمْ یَبْلُغْ مِنْهُ شَیْءٌ حُدُودَ مَنْزِلَتِهِ وَ لَمْ یَقْصُرْ دُونَ الِانْتِهَاءِ إِلَى مَشِیَّتِهِ وَ لَمْ یَسْتَصْعِبْ إِذْ أَمَرَهُ بِالْمُضِیِّ إِلَى إِرَادَتِهِ بِلَا مُعَانَاةٍ لِلُغُوبٍ مَسَّهُ وَ لَا مُکَاءَدَةٍ لِمُخَالِفٍ لَهُ عَلَى أَمْرِهِ فَتَمَّ خَلْقُهُ وَ أَذْعَنَ لِطَاعَتِهِ وَ وَافَى الْوَقْتَ الَّذِی أَخْرَجَهُ إِلَیْهِ إِجَابَةً لَمْ یَعْتَرِضْ دُونَهَا رَیْثُ الْمُبْطِئِ وَ لَا أَنَاةُ الْمُتَلَکِّئِ فَأَقَامَ مِنَ الْأَشْیَاءِ أَوَدَهَا وَ نَهَّى مَعَالِمَ حُدُودِهَا وَ لَأَمَ بِقُدْرَتِهِ بَیْنَ مُتَضَادَّاتِهَا وَ وَصَلَ أَسْبَابَ قَرَائِنِهَا وَ خَالَفَ بَیْنَ أَلْوَانِهَا وَ فَرَّقَهَا أَجْنَاساً مُخْتَلِفَاتٍ فِی الْأَقْدَارِ وَ الْغَرَائِزِ وَ الْهَیْئَاتِ بَدَایَا خَلَائِقَ أَحْکَمَ صُنْعَهَا وَ فَطَرَهَا عَلَى مَا أَرَادَ إِذِ ابْتَدَعَهَا انْتَظَمَ عِلْمُهُ صُنُوفَ ذَرْئِهَا وَ أَدْرَکَ تَدْبِیرُهُ حُسْنَ تَقْدِیرِهَا أَیُّهَا السَّائِلُ اعْلَمْ مَنْ شَبَّهَ رَبَّنَا الْجَلِیلَ بِتَبَایُنِ أَعْضَاءِ خَلْقِهِ وَ بِتَلَاحُمِ أَحْقَاقِ مَفَاصِلِهِمُ الْمُحْتَجِبَةِ بِتَدْبِیرِ حِکْمَتِهِ أَنَّهُ لَمْ یَعْقِدْ غَیْبَ ضَمِیرِهِ عَلَى مَعْرِفَتِهِ وَ لَمْ یُشَاهِدْ قَلْبُهُ الْیَقِینَ بِأَنَّهُ لَا نِدَّ لَهُ وَ کَأَنَّهُ لَمْ یَسْمَعْ بِتَبَرِّی التَّابِعِینَ مِنَ الْمَتْبُوعِینَ وَ هُمْ یَقُولُونَ تَاللَّهِ إِنْ کُنَّا لَفِی ضَلالٍ مُبِینٍ. إِذْ نُسَوِّیکُمْ بِرَبِّ الْعالَمِینَ فَمَنْ سَاوَى رَبَّنَا بِشَیْءٍ فَقَدْ عَدَلَ بِهِ وَ الْعَادِلُ بِهِ کَافِرٌ بِمَا نَزَلَتْ بِهِ مُحْکَمَاتُ آیَاتِهِ وَ نَطَقَتْ بِهِ شَوَاهِدُ حُجَجِ بَیِّنَاتِهِ لِأَنَّهُ اللَّهُ الَّذِی لَمْ یَتَنَاهَ فِی الْعُقُولِ فَیَکُونَ فِی مَهَبِّ فِکْرِهَا مُکَیَّفاً وَ فِی حَوَاصِلِ رَوِیَّاتِ هِمَمِ النُّفُوسِ مَحْدُوداً مُصَرَّفاً الْمُنْشِئُ أَصْنَافَ الْأَشْیَاءِ بِلَا رَوِیَّةٍ احْتَاجَ إِلَیْهَا وَ لَا قَرِیحَةِ غَرِیزَةٍ أَضْمَرَ عَلَیْهَا وَ لَا تَجْرِبَةٍ أَفَادَهَا مِنْ مَرِّ حَوَادِثِ الدُّهُورِ وَ لَا شَرِیکٍ أَعَانَهُ عَلَى ابْتِدَاعِ عَجَائِبِ الْأُمُورِ الَّذِی لَمَّا شَبَّهَهُ الْعَادِلُونَ بِالْخَلْقِ الْمُبَعَّضِ الْمَحْدُودِ فِی صِفَاتِهِ ذِی الْأَقْطَارِ وَ النَّوَاحِی الْمُخْتَلِفَةِ فِی طَبَقَاتِهِ وَ کَانَ عَزَّ وَ جَلَّ الْمَوْجُودَ بِنَفْسِهِ لَا بِأَدَاتِهِ انْتَفَى أَنْ یَکُونَ قَدَرُوهُ حَقَّ قَدْرِهِ فَقَالَ تَنْزِیهاً لِنَفْسِهِ عَنْ مُشَارَکَةِ الْأَنْدَادِ وَ ارْتِفَاعاً عَنْ قِیَاسِ الْمُقَدِّرِینَ لَهُ بِالْحُدُودِ مِنْ کَفَرَةِ الْعِبَادِ- وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِیَّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا یُشْرِکُونَ مَا دَلَّکَ الْقُرْآنُ عَلَیْهِ مِنْ صِفَتِهِ فَاتَّبِعْهُ لِیُوصِلَ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ مَعْرِفَتِهِ وَ أَتَتْ بِهِ وَ اسْتَضِئْ بِنُورِ هِدَایَتِهِ فَإِنَّهَا نِعْمَةٌ وَ حِکْمَةٌ أُوتِیتَهُمَا فَخُذْ مَا أُوتِیتَ وَ کُنْ مِنَ الشَّاکِرِینَ وَ مَا دَلَّکَ الشَّیْطَانُ عَلَیْهِ مِمَّا لَیْسَ فِی الْقُرْآنِ عَلَیْکَ فَرْضُهُ وَ لَا فِی سُنَّةِ الرَّسُولِ وَ أَئِمَّةِ الْهُدَى أَثَرُهُ فَکِلْ عِلْمَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّ ذَلِکَ مُنْتَهَى حَقِّ اللَّهِ عَلَیْکَ وَ اعْلَمْ أَنَّ الرَّاسِخِینَ فِی الْعِلْمِ هُمُ الَّذِینَ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ عَنِ الِاقْتِحَامِ فِی السُّدَدِ الْمَضْرُوبَةِ دُونَ الْغُیُوبِ فَلَزِمُوا الْإِقْرَارَ بِجُمْلَةِ مَا جَهِلُوا تَفْسِیرَهُ مِنَ الْغَیْبِ الْمَحْجُوبِ- فَقَالُوا آمَنَّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا فَمَدَحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اعْتِرَافَهُمْ بِالْعَجْزِ عَنْ تَنَاوُلِ مَا لَمْ یُحِیطُوا بِهِ عِلْماً وَ سَمَّى تَرْکَهُمُ التَّعَمُّقَ فِی مَا لَمْ یُکَلِّفْهُمُ الْبَحْثَ عَنْهُ مِنْهُمْ رُسُوخاً فَاقْتَصِرْ عَلَى ذَلِکَ وَ لَا تُقَدِّرْ عَظَمَةَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَى قَدْرِ عَقْلِکَ فَتَکُونَ مِنَ الْهَالِکِینَ .
ترجمه:
حدیث کرد ما را علی بن احمد بن محمد بن عمران دقاق «رضی» گفت که حدیث کرد ما را محمد بن ابی عبد اللَّه کوفی گفت که حدیث کرد ما را محمد بن اسماعیل برمکی گفت که حدیث کرد مرا علی بن عباس گفت که حدیث کرد مرا اسماعیل بن مهران کوفی از اسماعیل بن اسحق جهنی از فرج بن فروه از مسعدة بن صدقه که گفت شنیدم از امام جعفر صادق (ع) که میفرمود در بین آنکه امیر المؤمنین (ع) در مسجد کوفه بر منبر خطبه میخواند ناگاه مردی بسوی آن حضرت برخاست و عرض کرد که یا امیر المؤمنین پروردگار خود را «تبارک و تعالی» از برای ما وصف کن تا آنکه دوستی را از برایش بیفزائیم و معرفت او را زیاد کنیم پس امیر المؤمنین (ع) بخشم آمد و نداء در داد که بنماز جماعت حاضر شوید بعد از آن مردم جمع شدند تا آنکه مسجد باهلش پر شد پس آن حضرت برخاست و رنگش متغیر بود و فرمود که :
ستایش مخصوص خداوندى است که اگر منع کند، چیزى به او اضافه نمىشود و اگر ببخشد، نیازمند نمىشود و هر بخشنده اى به جز او، ضرر مىکند. نعمتهاى پر سود و منفعت فراوان دارد که با بخشش او، روزى مردم تضمین شده و براى کسانى که به سوى او در حرکتند، مسیر را آماده کرده است. زمانی که از او خواسته شده بخشنده تر از زمانی که درخواست نشده بود نیست ( توضیحات : حضرت حق، جواد بالذات است؛ کمی و زیادی در او راه ندارد، یعنی چنین نیست که وقتی از او چیزی طلب شود و او هم بخشش کند، جودش نسبت به زمانی که کسی چیزی از او نخواهد و او هم بخشش نکند بیشتر گردد. ) و روزگاری بر او مختلف نشده که حال از او مختلف شود و اگر آنچه را که معدن های کوهها از آن شکافته شده و از آنها بیرون آمده و صدفهای دریاها از آن خندیده از پارهای نقره و شمشهای طلا و دسته های مرجان و مروارید خورد ببعضی از بندگانش ببخشد هر آینه این امر در جودش اثر نکند و وسعت آنچه را که در نزد او است تمام نگرداند و از ذخیرههای نیکوئی آنقدر در نزد او باشد که مطالب سؤال یا سئوال کنندگان آن را نیست و نابود ننماید و بجهت بسیاریش بر دلی خطور نکند زیرا که او صاحب جودیست که بخششها او را کم نکند و اصرار و مبالغه و ایستادگی صاحبان اصرار او را بخیل نسازد و جز این نیست که شان و کارش چون چیزی را خواهد آنست که به آن میگوید که باش پس میباشد و مراد آنست که چون حق «سبحانه و تعالی» اراده فرماید که چیزی را بعرصه وجود آورد به منزله آنست که به آن بگوید که باش پس فی الحال می باشد و موجود میشود بی آنکه ماده و مدتی داشته باشد آنکه همه فرشتگان با نزدیکی ایشان از کرسی کرامتش و طول شیفتگی حیرانی ایشان بسویش و بزرگ داشتن جلال عزتش و قرب ایشان از غیب ملکوتش عاجز شدند که از کارش بدانند مگر آنچه را که ایشان را اعلام فرموده و ایشان نسبت بملکوت قدس در جایی هستند که ایشانند یعنی کسی مثل ایشان نیست و از معرفت آن جناب بر آنچه ایشان را بر آن آفریده آن است که گفتند سُبْحانَکَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّکَ أَنْتَ الْعَلِیمُ الْحَکِیمُ یعنی تسبیح میکنیم و دور میداریم تو را از آنکه غیر تو عالم باشد و به امور غیبی کسی را نرسد که در اقوال و افعال تو زبان اعتراض گشاید هیچ دانشی نیست ما را مگر آنچه تعلیم داده ای ما را بدرستی که توئی بسیار دانای محکم کار صواب کردار که چیزی بر تو پنهان نیست و هر چه کنی و گوئی بر وجه علم و حکمت باشد پس گمان تو چیست ای سائل بکسی که او همچنین است او را تسبیح میکنم و بحمد او مشغولم حادث نگشته و از سر نو پیدا نشده که تغییر و انتقال در او ممکن باشد و به باز گشتن حالات با سالها در ذاتش تصرفی نشده و زمان دراز شبها و روزها بر او مختلف نگردیده و آمد و شدی ننموده آنکه آفریدگان را اختراع کرده و از سر نو پدید آورده بدون مثالی که آن را تصور نموده و پیروی آن کرده باشد و نه اندازه ای که بر روی آن رفته باشد و در باب آن اقتداء و برابری کرده باشد از معبودی که پیش از او بوده باشد صفتها بر او احاطه ندارند تا بتوان با فهمیدن آنها ، او را در همان صفات ختم کرد و پیوسته چیزی مانند او نبوده در حالتی که از صفت آفریدگان برتر بوده و دیده ها کند شده و ملال بهم رسانیده از آنکه او را بیابد تا به عیان و دیدن بچشم و روبرو دیدن موصوف باشد و بذاتی که کسی غیر از او آن را نمیداند و نمی شناسد در نزد خلقش معروف باشد و بجهت بلندی که دارد بر بلندترین چیزها از مواقع پندار صاحب توهم و خیال در گذشته و از جا بر آمده و بلند شده از آنکه اندیشه های صاحبان اندیشه گرداگرد کنه عظمتش را فرو گیرد پس او را مانندی نیست تا آنکه آنچه آفریده به او شباهت داشته باشد و همیشه در نزد اهل معرفت که به او عارفند از امثال و اضداد منزه و دور بوده دروغ گفتند آنها که چیزی را با خدا برابر کردند و عدیل و شریکی را از برایش قرار دادند زیرا که او را بمثل اصناف خود تشبیه کردند و به خیال های خود به نشان آفریدگان او را وصف نمودند و به اندازه کردند و چگونه کسی که قدرش به اندازه در نمی آید در خیالات مقدر باشد و حال آنکه اندیشه های عقول گران که در دل درآید در باب دریافتن کنه و پایانش گمراه شده اند زیرا که آن جناب از آن بزرگوارتر است که عقول خالصه آدمیان به اندازه کردن به او احاطه نمایند و گردا گردش را گیرند از آن برتر است که او را همتائی باشد تا به آن تشبیه شود زیرا که او لطافتتى دارد که هر گاه خیالها خواسته باشند که در گودیهاى غیبهاى ملک و پادشاهیش بر او فرود آیند و اندیشها دور از خطور وسواس قصد کنند که دانش ذاتش را دریابند و دلها بسویش شیفته و حیران شوند از براى آنکه از او چیزى را فراهم آورند که در صفاتش مکیف باشد و کیفیتى داشته باشد و در آمد نگاههاى عقول هامون گردد و دشت و زمین خوار و هموار یا سخت پنهان و دور از فهم شود در جایى که صفات به آن نمیرسند تا آنکه علم خدائیش را بیابند و به آن برسند باز زده شوند در حالتى که دور و حیران و خیره باشند با اعتراف و اقرار به اینکه به میل کردن از راه راست و از راه گردیدن و در بیراهه رفتن بکنه معرفتش نمیتوان رسید و اندیشه از اندازه جلال عزتش در دل صاحبان اندیشها خطور نکند بجهت دوریش از آنکه در قوههای اندازه شدگان باشد زیرا که آن جناب خلاف آفریدگان خویش است پس او را در میان آفریدگان مانندی نیست و جز این نیست که هر چیزی به عدیل و نظیر خود تشبیه میشود و اما آنچه از برایش عدیل و نظیری نیست چگونه بغیر مثال خود تشبیه میشود و او است نخستینی که چیزی پیش از او نبوده و پسینی که بعد از او چیزی نیست دیده ها از مجد و بزرگواری و غلبه جبروتش به او نرسند زیرا بزرگی اش در حجابى مخفى است که چشم ها قدرت نفوذ در آن را ندارد و آن پوشش هایى که به او تعلق دارند شکافته نمی شود ، آنکه کارها از مشیت و خواستش صادر گردیده و پیشانی صاحبان تجبر و گردنکشان در نزد جلال عظمتش خواری نموده و گردنها از برایش خضوع و فروتنی کرده اند و روی ها از ترسش خوار و ذلیل شده اند و در تازه هائی که آنها را پدید آورده آثار حکمتش ظاهر و هویدا شده و هر چیزی که آفریده از برایش حجتی گردیده و بسویش نسبت بهم رسانیده پس اگر آفریده خاموشی باشد حجتش بتدبیر در آن گویا است پس اندازه فرموده آنچه را آفرید و اندازه آن را استوار گردانید و هر چیزی را به لطف تدبیر و باریک بینی آن بجای خود گذاشت و آن را در جهتی روان ساخت پس چیز اندازه شده به منزلت و مرتبه او نرسید و در منتهی شدن بسوی مشیتش کوتاهی نکرد و در هنگامی که آن را امر فرمود به رفتن بسوی اراده اش دشوار نشد بدون رنج کشیدن چیزی به جهت ماندگی و رنجوری که به او رسیده باشد و نه زحمت یا مکری برای مخالفی از برای او بر امرش پس آفریده اش تمام و کامل گردید و طاعتش را گردن نهاد و آمد آن هنگامی را که خدا او را بسوی او بیرون آورده بود از روی اجابتی که نه درنگ کاهل در نزد آن حائل شد و نه سستی تنبل ، و انحراف هر چیزى را مشخص کرد و نشانه هاى هر کدام را معلوم نمود و با قدرت خود میان اختلافاتشان هماهنگى به وجود آورد و ابزار نزدیکى آنها را فراهم نمود و در میانه رنگهای آنها مخالفت انداخت و آنها را جدا و پراکنده نمود در حالتی که اجناس و انواعی چندند که در اندازه ها اختلاف دارند و همچنین در طبائع و هیئت ها .
اولین خلائقی که صنعت آنها را استوار گردانید و آنها را بر آنچه خواست آفرید در هنگامی که آنها را اختراع کرد و از سر نو پدید آورد علمش اصناف افشاندن آنها را درست ترتیب داد و در رشته کشید و تدبیرش حسن تقدیر آنها را دریافت ، اى سوال کننده ! خوب بدان ! کسى که پروردگار را به مخلوقاتش که اعضاى جداگانه و مفاصل به هم پیوسته دارند تشبیه کند از روى شناخت او را باور نکرده است و به این یقین نرسیده که مانندى ندارد و مثل اینکه دشمنى پیروان را از پیروى شوندگان نشنیده است که مىگویند : تَاللَّهِ إِنْ کُنَّا لَفِی ضَلالٍ مُبِینٍ إِذْ نُسَوِّیکُمْ بِرَبِّ الْعالَمِینَ ( یعنی بخدا سوگند بدرستی که ما بودیم هر آینه در گمراهی هویدا و پیدا در وقتی که برابر میکردیم شما را با پروردگار عالمیان ) پس کسى که پروردگار ما را به چیزى تشبیه کند، او را هم ردیف او قرار داده است و چنین شخصى به آیات محکم الهى که در قرآن آمده و به صحبتهاى روشنش کافر گردیده، زیرا او خدایى است که در ذهن نمىگنجد تا بتوان چگونگى او را در ذهنها جستجو کرد و اینکه محدود بوده و در اختیار اندیشه خردمندان باشد. اشیاء را بدون الگو بردارى از چیزى آفرید به طورى که نه داراى خواستهاى پنهان در دل و نه داراى تجربهاى از قبل و نه داراى شریکى بود که بخواهد به او کمک کند. پس کسى که او را به مخلوقات تجربه پذیر، محدود، داراى اعضاى گوناگون تشبیه کند در حالى که او چنین اوصافى ندارد، او را درک نکرده است و خداوند در مبرا دانستن خود از شریک و شباهت داشتن به بندگان فرموده است: وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِیَّاتٌ بِیَمِینِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِکُونَ یعنی : ( و آنها خداوند را آن گونه که هست به بزرگى نشناخته اند در حالى که روز قیامت زمین در قدرت او بوده و آسمان پیچیده در دست اوست و خداوند پاک و بزرگتر از آن چیزى است که نسبت به او شرک می ورزند ) پس آنچه قرآن تو را بر آن دلالت کند از صفتش همان را پیروی کن تا آنکه در میان تو و میان معرفتش پیوند دهد و به آن اقتدا نما و بنور هدایتش روشنی بجو زیرا که آن نعمت و حکمتی است که آنها را به تو داده اند پس آنچه را که به تو داده اند بگیر و از جمله شکر کنندگان باش و آنچه شیطان تو را بر آن دلالت کند از آنچه نه در قرآن وجوب آن بر تو است و نه در سنت پیغمبر یا ائمه هدی اثر و نشان آنست پس علم آن را بسوی خدای عز و جل واگذار زیرا که این منتهای حق خدا است بر تو و بدان که راسخان در علم آنانند که خدا ایشان را از در رفتن به زور در درها و پیشگاهها که در نزد غیبها زده شد بی نیاز گردانیده پس ملازم اقرار و اعتراف به جمله آنچه تفسیر و بیانش را ندانستند از غیب و نهانی که محجوب است گردیدند و گفتند که آمَنَّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا به تمام چیزهایى که نزد پروردگارمان است ایمان داریم پس خدای عز و جل اعتراف ایشان را به عجز و درماندگی از فرا گرفتن آنچه به آن احاطه نکرده اند از روی دانش مدح و ثنا کرده و اینکه آنها را در آنچه نسبت به آن تکلیفى ندارند و دورى کرده اند، رسوخ نامیده است پس بر این اقتصار کن و عظمت خدا را بر اندازه عقلت اندازه مکن که از جمله هلاک شوندگان خواهی بود .